وأبو هلال العسكري يعرفّه بقوله : «التشبيه : الوصف بأن أحد الموصوفين ينوب مناب الآخر بأداة التشبيه ، ناب منابه أو لم ينب ، وقد جاء في الشعر وسائر الكلام بغير أداة التشبيه ، وذلك قولك : «زيد شديد كالأسد» ، فهذا القول هو الصواب في العرف وداخل في محمود المبالغة ، وإن لم يكن زيد في شدته كالأسد على حقيقته» (١).
ويعرّفه الخطيب القزويني بقوله : «التشبيه : هو الدلالة على مشاركة أمر لأمر في معنى» (٢).
ويعرّفه التنوخي بقوله : «التشبيه : هو الإخبار بالشبه ، وهو اشتراك الشيئين في صفة أو أكثر ولا يستوعب جميع الصفات» (٣).
وللتشبيه تعريفات أخرى كثيرة لا تخرج في جوهرها ومضمونها عما أوردناه منها آنفا ، ومن مجموع هذه التعريفات نستطيع أن نخرج للتشبيه بالتعريف التالي :
التشبيه : بيان أن شيئا أو أشياء شاركت غيرها في صفة أو أكثر ، بأداة هي الكاف أو نحوها ملفوظة أو مقدرة ، تقرّب بين المشبه والمشبه به في وجه الشبه.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن «التمثيل» نوع من أنواع التشبيه ، وهذا رأي عبد القاهر الجرجاني الذي يقول : «والتمثيل ضرب من ضروب التشبيه ، والتشبيه عام والتمثيل أخص منه ، فكل تمثيل تشبيه ، وليس كل تشبيه تمثيلا» (٤).
__________________
(١) كتاب الصناعتين ص ٢٣٩.
(٢) انظر متن التلخيص في «مجموع المتون الكبرى» ص ٤٧٣.
(٣) كتاب الأقصى القريب للتنوخي ص ٤١.
(٤) كتاب أسرار البلاغة ص ٧٥.