أعقابكم ) (١) وبما أن رسولنا الأكرم صلىاللهعليهوآله يدخل ضمن دائرة الرسل فإن الآية التي يدور الحديث حولها تشمل سيدنا محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم. خاصة وأن الآية السابقة تؤكد على صفة الرسالية وأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم مرسل كما كان غيره مرسلين ( وإنك لمن المرسلين ) (٢) ويقول تعالى حاكيا عن لسان حبيبه محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ( قل ما كنت بدعا من الرسل )(٣) وبتقريب أكثر فإن السنن التي كانت في السابقين لن تتوقف عند أمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
٢ ـ وعن التفضيل بين الرسل حتى لا يدعي مدع بأن الأفضلية لها دور في حماية الناس من الاختلاف بعد أفضل الأنبياء والمرسلين ، وكثيرا ما أسمع من البعض أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم خاتم الأنبياء وأفضلهم فكيف تختلف أمته من بعده.
صحيح أن نبينا الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم هو أفضل الأنبياء وأكملهم ولكن ذلك لا يجعل أمته خارج دائرة السنن الإلهية وهذا ما أكد عليه القرآن يقول تعالى ( سنة من قد أرسلنا من قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا ) (٤) ويقول ( فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ) (٥).
إن حدوث الاختلاف من بعده لا يقدح في أفضليته ، إنه كغيره من الرسل
ـــــــــــــــــ
(١) ـ سورة آل عمران : آية / ١٤٤.
(٢) ـ سورة البقرة : آية / ٢٥٢.
(٣) ـ سورة الأحقاف : آية / ٩.
(٤) ـ سورة الإسراء : آية / ٧٧.
(٥) ـ سورة فاطر : آية / ٤٣.