إليها «بليني» في الفصلين السادس والعشرين والسابع والعشرين من الجزء السادس من كتابه. وقد وردت في الإصحاح الثاني من «سفر الخليقة» إشارة إلى أن الفرات ودجلة هما من أنهار الفردوس العظيمة ، وإنما يلتقيان على مسافة غير بعيدة فيؤلفان نهرا واحدا (١).
ومدينة «تراكست» محاطة بخنادق ويمكن الدفاع عنها جيدا وذلك لوجود قلعتين قويتين تقع كل واحدة منهما على طرف من أطراف المدينة وهي تعتبر مدخل مملكة فارس. وهناك كثير من المدن الأخرى تتبع مملكة فارس ولا تبعد عنها كثيرا من أمثال «أرثوسيا» (٢) و «الأجمة» (٣) اللتين تقعان في الطريق إلى ماذي وكذلك مدينة «جوخى» (٤) التي تقع
__________________
العراق وسوريا وأقام السلالة السلوقية والذي نراه أن المقصود بمدينة تراكست ليس أفاميا بل مدينة (كرخ) Kharax أو خاركس التي كانت تقع في المكان الذي تقوم فيه مدينة «المحمرة» في الأحواز وكانت الكرخ عاصمة مملكة عربية قامت قبل ميلاد المسيح بعدة قرون واشتهرت بالتجارة والملاحة (انظر كتابنا «الصراع على الخليج العربي» طبعة ١٩٦٦ م).
(٤) أفاميا بناها سلوقس الأول على مقربة من مدينة «القرنة» الحالية وهناك مدينة أخرى بنفس الاسم بناها سلوقس أيضا في الأراضي السورية في أعالي الفرات.
(١) لا يوجد مكان يلتقي فيه الفرات بدجلة إلا في مدينة القرنة وكان الفرات يتصل بنهر دجلة في جنوبي بغداد عن طريق نهر «الملك» الذي كان يتفرع من الفرات ويصب فرع منه في دجلة عند مدينة سلوقية عاصمة المملكة السلوقية التي تقع جنوبي «الدورة» وتعرف آثارها باسم «تل عمر».
(٢) يخبط المؤلف هنا خبط عشواء فيما يتعلق بأسماء المدن والمواقع التي ذكرها. فقد ذكر اسم مدينة (أورثوكس) Orthox والغالب إنما هي مدينة (أرثوسيا) التي تقع على نهر العاصي في سوريا. وكان راوولف يتصور أن البلاد الواقعة شرقي نهر الفرات تدخل في حدود مملكة فارس.
(٣) أوردها باسم مدينة لا يجن Iaigen وهي على الأرجح مدينة «الأجمة» وهو موقع محصن يقع جنوبي «عاقول» أحد فروع نهر البليخ وعلى بعد كيلومترين عن البليخ.
(٤) ذكرها باسم مدينةGoa ولعل المقصود بها مدينة «جوخى» أو كوخى وكوشى التي