في أعداد كبيرة في نهر دجلة ، وعلى مقربة من طيسفون. ولقد ضل (تراحان) ـ بسبب أحد الأسرى من الفرس ـ في الصحراء فتمزق جيشه وأبيد في قتال عنيف على أيدي الفرس ، وقد جرح الامبراطور نفسه في ذلك القتال جرحا بليغا ومميتا.
ويذكر المؤرخان «نقفور» (١) وأوسابيوس (٢) أن «تراجان» أخذ حفنة من الدم وقذف بها في الهواء وهو يقول : (وأنت أيها الجليلي ـ وهو الاسم الذي كان يسمى به المسيح وقد آمن به أول مرة ثم ما لبث أن أنكره واستخف به ـ قد هزمتني وحطمتني!).
بعد أن عانينا البؤس عدة أيام وصلنا في العشرين من الشهر إلى قرية تقع على مرتفع في أرض مزروعة مثمرة في حدود فارس ومعظم سكانها من الفرس كما خيل إلينا ذلك من لغتهم التي كانوا يتخاطبون بها.
__________________
استطاع بها أن يحتل الجزء الشمالي الغربي منه وقد حاصر مدينة «الحضر» مدة طويلة فلم يستطع الاستيلاء عليها فارتد عنها خاسرا أصيب بجروح في حملته تلك ومات بعد سنة. وكان تراجان قد سار من الأردن إلى العراق فانحدر إلى المدائن ثم وصل إلى كرخ ميسان «المحمرة».
(١) نقفورس Nicephorus مؤرخ بيزنطي (٧٥٨ ـ ٨٢٩ م) صار بطريركا لأسطنبول سنة ٨٠٦ ثم أقيل منه ونفي ومات في المنفى. اشتهر بوضع كتابين عن المعرفة وكتابين في التاريخ يبدأ أولهما بالحديث عن العالم منذ آدم حتى وفاة المؤلف والكتاب الثاني يتناول الأحداث في الفترة ٦٠٢ ـ ٧٩٩ م.
(٢) أوسابيوس Eusebitus ويعرف بالقيصري عاش في الفترة ما بين ٢٦٠ ـ ٣٤٠ م وضع تاريخه باليونانية باسم (Cronicon) ضمنه إلى جانب التاريخ العام جداول بما حدث في أيامه وقد ضاع الأصل من كتابه وبقيت ترجمته باللاتينية والأرمنية وأجزاء منه بالسريانية.