جدّا وتقع في سهل وقد ذهبنا إلى النزل الذي فيها فاسترحنا فيه وأمضينا يوم السبت كله هناك.
وعند المساء وحين بدأ الظلام يرخي ستائره طلب إلى رفاقي اليهود أن أوقد لهم أحد القناديل ، وإذ ذاك تذكرت أن اليهود لا يوقدون النار بأنفسهم في مثل هذا اليوم لأن شعائرهم تمنعهم عن ذلك ، وهذا وارد في الإصحاح الثالث والعشرين من «سفر الخروج». فهم في ذلك اليوم لا يوقدون أية نار في بيوتهم ، ويهيئون كل ما يحتاجون إليه قبل يوم سابق كيلا يضطروا إلى مزاولة أي عمل كان في يوم السبت. ولا حاجة إلى القول بأن اليهود يمارسون في صلاتهم ذات الشعائر التي يمارسها المسيحيون والحثيون (١) في الأقطار الشرقية.
وعلى مسافة قصيرة من طاووق شاهدنا قلعة محصنة فيها إحدى الحاميات التركية وهذه تقع في منطقة الأكراد (٢) التي تبدأ من هنا وتسير بامتداد نهر دجلة بين ماذي وبين النهرين حتى تصل إلى أرمينيا.
ومعظم هؤلاء الأكراد من النسطوريين (٣) وهم يتحدثون بلغة خاصة
__________________
ينسبونه إلى الإمام زين العابدين بن الحسين (رض) وذلك وهم لأن زين العابدين لم يزر العراق «بل هو لم يخرج من المدينة المنورة بعد وقعة كربلاء» (عبد الرزاق الحسني : العراق قديما وحديثا حاشية صفحة ٢٢٥).
(١) الحثيون أقوام جاءت من آسيا الوسطى ونزلت في أعالي نهر الفرات قبل الميلاد ثم اجتاحت العراق والأردن وفلسطين واستقرت فيها وكانت عاصمتهم تدعى (خطى) تقع على نهر «قزل أرمق» في تركيا وكانت لهم في الأناضول عاصمة أخرى تدعى «حانوسا».
(٢) المنطقة الكردية لا تبدأ من طاووق ولا من كركوك وإنما تبدأ في الواقع من داقوق إلى أربيل التي يسكنها العرب والأكراد والتركمان.
(٣) هذا وهم من المؤلف ذلك لأن الأغلبية الساحقة من الأكراد هم من المسلمين.
ولكن المؤلف ربما أراد بكلمة النسطوريين الطائفة الأثورية التي يعتبرها البعض من الأكراد وما هي منهم. ومع ذلك فإن قلة من الأكراد تعتنق المسيحية واليهودية