المنفوخة والتي توضع في القعر لتحمل المزيد من الأثقال فوقها ، ولما كان النهر سريع الجريان فلا يخشى عليها من الخطر كثيرا.
وينقل القوم على هذه الأرماث أنواع السلع ولا سيما الثمار من أمثال التين واللوز والزبيب والجوز وكذلك الحنطة والشراب والصابون وغيرها من السلع الأخرى التي يجري نقلها إلى الهند.
واصلنا مسيرتنا في آخر يوم من كانون الأول عبر الحقول فوصلنا ليلا إلى مدينة أربيل ، وهي مدينة كبيرة لكن أبنيتها زرية المنظر تحيط بها أسوار هزيلة ولذلك يمكن الاستيلاء عليها بيسر ومن دون قوة كبيرة أو خسائر.
ولقد استرحنا في هذه المدينة حتى اليوم التالي وهو يوم السبت والذي يقع فيه «رأس السنة الجديدة» (١).
وقد علمت في ذات الوقت أن آمر لواء تركي كان قد أقدم قبل أيام قلائل على تنفيذ حكم الإعدام بثمانية من المجرمين الكبار الذين اقترفوا أعمال السلب والقتل في الطريق العام ، حيث يوجد عدد كبير من هؤلاء السلابين في تلك المنطقة ، على حدود أرمينيا. وهؤلاء هم من سكان الجبال الذين يجعلون السفر في تلك الأنحاء محفوفا بالمخاطر.
ولقد اضطربت الأحوال وساءت العلاقات بين أولئك القتلة وقطاع الطرق. ولذلك قرر أمير اللواء التركي أن يقدم على إعدامهم قبل أن يثأروا منه بأي من الطرق ، لكنهم ما لبثوا أن تفاهموا فيما بينهم واتفقوا على العمل سوية ، وتهيأوا للهجوم عليه طبقا لما خططوه. ولما كانت لأمير اللواء استخبارات حسنة عن نواياهم فقد استطاع أن يشخص إلى اسطنبول ليعلن أمرهم للسلطان التركي وذلك أمر لا بد أن يطلعوا عليه بعد وقت قصير.
__________________
(١) رأس السنة الجديدة بالنسبة للتقويم الميلادي وهي سنة ١٥٧٥ م.