وتخيّب [ طمع ] (١) من طمع فيها ، وأراكم قد اجتمعتم على أمر أسخطتم الله فيه عليكم وأعرض بوجهه الكريم عنكم وأحلّ بكم نقمته وأحرمكم (٢) رحمته ، فنعم الربّ ربّنا وبئس العبيد أنتم ، أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمّد صلىاللهعليهوآله ثمّ إنكم زحفتم إلى ذريّته وعترته تريدون قتلهم ، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم ، فتبّاً لكم ولما تريدون ، إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم ، فبُعدا للقوم الظالمين ».
فقال عمر بن سعد : كلّموه فإنّه ابن أبيه ، فوالله إن وقف فيكم موقفاً بعد موقف لما انقطع ولما حصر. فكلّموه (٣).
ولله درّ من قال :
يقول والسيف لولا الله يمسكه |
|
أبى بأن لا يرى رأس على بدن |
يا جيرة الغدر إن أنكرتموا شرفي |
|
فإنّ واعية الهيجاء تعرفني |
لا تفخروا بجنود لا عداد لها |
|
إنّ الفخار بغير السيف لم يكن |
ومذ رقى منبر الهيجا أسمعها |
|
مواعظاً من فروض الطعن والسنن |
لله موعظة الخطّي كم وقعت |
|
من آل سفيان في قلب وفي أذن |
كأنّ أسيافه إذ تستهلّ دماً |
|
صفائح البرق حلت عقدة المزن |
لله حملته لو صادفت فلكاً |
|
لخرّ هيكله الأعلى على الذقن |
يفري الجسوم بعضب غير ذي ثقة |
|
على النفوس ورمح غير مؤتمن |
فعزيز على جدّه النبي الأوّاب ، وأبيه أبي تراب داحي الباب ، وأمّه زكيّة الجناب ، بل عزيز على السنّة والكتاب ، أن تثب عرج الضباع على الأسد المنّاع ، وتتحكّم الأجلاف الأجشاع في السيّد المطاع ، وتنشب أظفارها طلس الذئاب في منحر ليث الغاب ، وتظفر جرب الكلاب بالهزبر المهاب ، وتهدى رؤوس
__________________
(١) من البحار.
(٢) في البحار : « وجنّبكم ».
(٣) ورواه المجلسي في البحار : ٤٥ : ٥ نقلاً عن كتاب محمّد بن أبي طالب.