أولاد أبي تراب على موائد الحراب لابن مرجانة وابن آكلة الذباب ، وتهتك عن مصونات الأنجاب أسجاف الصون والحجاب ، أمر ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الجِبَالُ هَدًّا ) (١).
روي أنّ الحسين عليهالسلام يوم الطف نادى : « يا شبث بن ربعي ، يا حجّار بن أبجر ، يا قيس بن الأشعث ، يا يزيد بن الحارث ، أَلَم تكتبوا إلَيّ أنه قد اينعت الثمار واخضرّ الجناب ، وإنّما تقدّم على جند لك مجنّدة ».
فقال له قيس بن الأشعث : ما ندري ما تقول ، ولكن أنزل على حكم بني عمك ، فإنهم ما يرونك إلاّ ما تحبّ.
فقال عليهالسلام : « لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ لكم إقرار العبيد » (٢).
ثنا عطفه عن حذر جان وقد خبا |
|
إلى الموت دامي الصفحتين كليم |
أخو الحرب أمّا جلده فممزّق |
|
كليم وامّا عرضه فسليم |
ثمّ إنّه عليهالسلام دعا بفرسه فركبه وتقدّم إليهم فاستنصتهم فأبوا أن ينصتوا له حتّى قال لهم : « ويلكم ، ما عليكم أن تنصتوا إليّ فتسمعوا منّي ، وإنما أدعوكم إلى سبيل الرشاد ، فمن أطاعني كان من الراشدين ، ومن عصاني كان من الهالكين ، وكلّكم عاص لأمري ، غير مستمع قولي ، قد ملئت بطونكم من الحرام ، وطبع على قلوبكم ، ويلكم إلاّ تنصتون ، إلاّ تسمعون » ؟
فتلاوم أصحاب ابن سعد بينهم وقال بعضهم : انصتوا له ، فأنصتوا ، فحمد الله وأثنى عليه وذكره بما هو أهله ، وصلّى على الملائكة والأنبياء (٣) وأبلغ في المقال ، ثمّ قال : « تبّاً لكم أيّتها الجماعة وترحاً وبؤساً ، حين استصرختمونا والهين ،
__________________
(١) سورة مريم : الآية ٩٠.
(٢) ورواه المفيد في الإرشاد : ٢ : ٩٨ ، وعنه في البحار : ٤٥ : ٧.
ورواه الطبري في تاريخه ٥ : ٤٢٥.
(٣) في الملهوف : « والرسل ».