قال حميد بن مسلم : فكأنّي أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنّها الشمس الطالعة تنادي بالويل والثبور ، وتقول : واحبيباه ، يا ثمرة فؤاداه ، يا نور عيناه ، يا ابن أخاه. فسألت عنها ، قيل لي : هي زينب بنت علي ، وجاءت وانكبّت على جسد عليّ بن الحسين عليهالسلام ، فجاء الحسين إليها وأخذ بيدها وردّها إلى الفسطاط ، وأقبل عليهالسلام بباقي فتيانه وقال : « احملوا أخاكم رحمكم الله ». فحملوه من مصرعه فجاءوا به حتّى وضعوه عند الفسطاط (١).
ثمّ خرج من بعده أبو بكر بن علي ، واسمه عبد الله ، فلم يزل يقاتل حتّى قتله زحر بن بدر النخعي وعبد الله بن عقبة الغنوي (٢).
ثمّ برز من بعده عمر بن علي وحمل على زحر قاتل أخيه فقتله واستقبل القوم ، فلم يزل يقاتل حتّى قُتل (٣).
__________________
(١) رواه الخوارزمي في المقتل : ٢ : ٣٠.
ورواه أبو مخنف في وقعة الطف : ص ٢٤١ وعنه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين : ص ١١٥ ، والمفيد في الإرشاد : ٢ : ١٠٦ ، وابن طاوس في الملهوف : ص ١٦٦.
وانظر الكامل لابن الأثير : ٤ : ٧٤.
(٢) رواه الخوارزمي في المقتل : ٢ : ٢٨ وفيه : ثمّ تقدّم إخوة الحسين عليهالسلام عازمين على أن يقتلوا من دونه ، فأوّل من تقدّم منهم أبو بكر بن علي واسمه عبد الله ، وأمه ليلى بنت مسعود بن خالد بن ربعي بن مسلم بن جندل بن نهشل بن دارم التيمية ، فبرز أبو بكر وهو يقول :
شيخي عليّ ذو الفخار
الأطول |
|
من هاشم الصدق
الكريم المفضل |
هذا الحسين ابن
النبيّ المرسل |
|
نذود عنه بالحسام
الفيصل |
تفديه نفسي من أخ
مبجّل |
|
يا ربّ فامنحني
ثواب المجزل |
فحمل عليه زحر بن قيس النخعي فقتله ، وقيل : بل رماه عبد الله بن عقبة الغنوي فقتله.
وانظر مقاتل الطالبيين لأبي الفرج : ص ٩١.
(٣) رواه الخوارزمي في المقتل : ٢ : ٢٨ وفيه : ثمّ خرج من بعد أبي بكر بن علي أخوه عمر بن علي ، فحمل وهو يقول :