ثمّ برز من بعده عثمان بن علي ، وحمل على القوم وهو يقول :
إني أنا عثمان ذو المفاخر |
|
شيخي عليّ ذو الفعال الطاهر |
وابن عمّ للنبيّ الطاهر |
|
أخي حسين خيرة الأخاير |
وسيّد الكبار والأصاغر |
|
بعد الرسول والوصي الناصر |
فلم يزل يقاتل حتّى رماه حرملة بن كاهل ، وقيل : خوليّ بن يزيد ، على جبينه ، فسقط عن جواده ، واحتزّ رأسه رجل من أبان بن دارم (١).
ثمّ برز من بعده أخوه جعفر بن علي ، فجاهد وأبلغ في الجهاد ورتّب قواعد الضرب والجلاد ، فرماه خوليّ الأصبحي فسقط إلى الأرض فمات (٢) ، فعندها
__________________
أضربكم ولا أرى
فيكم زحر |
|
ذاك الشقي بالنبي
قد كفر |
يا زحر يا زحر
تدان من عمر |
|
لعلّك اليوم تبوء
بسقر |
شرّ مكان في حريق
وسعر |
|
فإنّك الجاحد يا
شرّ البشر |
ثمّ قصد قاتل أخيه فقتله ، وجعل يضرب بسيفه ضرباً منكراً ويقول في حملاته :
خلّوا عداة الله
خلّوا عن عمر |
|
خلوا عن الليث
العبوس المكفهر |
يضربكم بسيفه ولا
يفرّ |
|
وليس يغدو كالجنان
المنحجر |
ولم يزل يقاتل حتّى قتل.
(١) رواه الخوارزمي في المقتل : ٢ : ٢٩.
ورواه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين : ص ٨٩ وفيه : قتل عثمان بن علي وهو ابن إحدى وعشرين سنة ، وقال الضحاك المشرفي في الإسناد الأوّل الّذي ذكرناه آنفاً أنّ خولي بن يزيد رمى عثمان بن علي بسهم فأوهطه ، وشدّ عليه رجل من بني أبان بن دارم فقتله ، وأخذ رأسه.
وعثمان بن علي الّذي روى عن علي أنه قال : « إنّما سمّيته باسم أخي عثمان بن مضعون ».
(٢) رواه الخوارزمي في المقتل : ٢ : ٢٩ وفيه : ثمّ خرج من بعده أخوه جعفر بن علي وأمّه أم البنين أيضاً وهو يقول :
إنّي أنا جعفر ذو
المعالي |
|
نجل علي الخير ذو
النوال |
أحمي حسيناً
بالقنا العسّال |
|
وبالحسام الواضح
الصقال |