صاح الحسين عليهالسلام : « صبراً يا بني عمومتي ، صبراً يا أهل بيتي ، فو الله لا رأيتم بعد هذا اليوم هواناً » (١).
وروى النعماني في غيبته (٢) أنّ الحسين لمّا رأى مصارع فتيانه وأحبّته عزم على لقاء القوم بمهجته ونادى : « هل من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله؟ [ هل من موحّد يخاف الله فينا ؟ ] (٣) هل من مغيث يرجو الله بإغاثتنا ؟ هل من معين يرجو ما عند الله بإعانتنا » ؟
فارتفعت أصوات النساء بالعويل ، فتقدّم الى باب الخيمة وقال لزينب : « ناوليني ولدي الصغير حتّى أودّعه ». فأخذه فأومأ إليه ليقبّله ، فرماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فوقع في نحره فذبحه ، فقال الحسين عليهالسلام لزينب : « خذيه » ، ثمّ تلقّى الدّم بكفّيه ، فلمّا امتلأتا رمى بالدم إلى نحو السماء ثمّ قال : « هوّن علَيّ ما نزل بي أنّه بعين الله ».
قال الباقر عليهالسلام : « فلم يسقط من ذلك الدم قطرة واحدة » (٤).
ثمّ إنّه دنى من الخيمة ونادى : « يا سكينة ، يا فاطمة ، يا زينب ، يا أم كلثوم ، عليكنّ منّي السلام ».
فنادته سكينة : استسلمت للموت يا أبت ؟
قال : « كيف لا يستسلم من لا ناصر له ولا معين ».
فقالت : يا أبت ، ردّنا إلى حرم جدّنا رسول الله.
__________________
ثمّ قاتل حتّى قتل.
وانظر مقاتل الطالبيين لأبي الفرج : ص ٨٨.
(١) رواه السيّد ابن طاوس في الملهوف : ص ١٦٧.
(٢) ما عثرت على الحديث في غيبة النعماني ، وله مصادر كما سيأتي.
(٣) من الملهوف.
(٤) رواه السيّد ابن طاوس في الملهوف : ص ١٦٨ وفيه : « قطرة إلى الأرض ».
ورواه الخوارزمي في المقتل : ٢ : ٣٢.