فقال : « هيهات ، لو ترك القطا لنام ».
فتصارخن النساء ، فسكتهنّ (١) ، ثمّ خرج ونادى : « قرّبن إلَيّ فرسي واسردنّ علَيّ سلاحي ». فقرّبن إليه فرسه فركب ووقف قبالة القوم وسيفه مصلت في يده آيساً من الحياة عازماً على الموت وهو يقول :
أنا ابن عليّ الطهر من آل هاشم |
|
كفاني بهذا مفخراً حين أفخر |
وجدّي رسول الله أكرم من مشى |
|
ونحن سراج الله في الأرض نزهر |
وفاطم أمّي من سلالة أحمد |
|
وعمّي يدعى ذو الجناحين جعفر |
وفينا كتاب الله أنزل صادقاً |
|
وفينا الهدى والوحي بالخير يذكر |
ونحن أمان الله للخلق كلّهم |
|
نسّر بهذا في الأنام ونجهر |
ونحن ولاة الحوض نسقي محبّنا |
|
بكأس رسول الله ما ليس ينكر |
وشيعتنا في الناس أكرم شيعة |
|
ومبغضنا يوم القيامة يخسر |
قال : ثم إنّه عليهالسلام دعا الناس الى البراز ، فلم يزل يَقتل كلّ من دنا منه من عيون الرجال حتّى قتل منهم مقتلة عظيمة ، ثمّ حمل على الميمنة وهو يقول :
الموت خير من ركوب العار |
|
والعار أولى (٢) من دخول النّار |
فقتل منهم ما شاء الله ، ثمّ حمل على الميسرة وهو ينشد ويقول :
أنا الحسين بن علي |
|
آليت أن لا أنثني |
أحمي عيالات أبي |
|
أمضي على دين النبي (٣) |
قال الراوي : واشتدّ العطش بالحسين ، فركب المسناة (٤) يريد الفرات وأخوه
__________________
(١) إلى هنا رواه المجلسي في البحار : ٤٥ : ٤٧ عن بعض الكتب ولم يذكر اسمه.
(٢) في الهامش عن نسخة : « خير ».
(٣) رواه الخوارزمي في المقتل : ٢ : ٣٢ و ٣٣ ، والإربلي في كشف الغمة : ٢ : ٢٣١ مع اختلافات لفظية ، والمجلسي في البحار : ٤٥ : ٤٨ ـ ٤٩ بدون اسناد إلى كتاب معين مع اختلافات في الألفاظ.
(٤) المسناه : تراب عال يحجز بين النهر والأرض الزراعية. ( تاج العروس : ١٠ : ١٨٥ « سنى » ).