العبّاس معه ، فاعترضه خيل ابن سعد لعنه الله واقتطعوا عنه أخاه العبّاس ، فكمن له زيد بن ورقاء وحكيم بن الطفيل فقتلاه ، فلمّا قتل العباس بكى الحسين بكاءاً شديداً ونادى : « الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي » (١).
وفي ذلك يقول الشاعر :
اليوم آل إلى التفرّق جمعنا |
|
|
|
اليوم حلّ من البنود نظامها |
|
اليوم سار عن الكتائب كبشها |
|
|
|
اليوم بان عن اليمين حسامها |
|
اليوم نامت أعين بك لم تنم |
|
|
|
وتسهّدت أخرى فعزّ منامها |
|
أشقيق روحي هل تراك علمت إذ |
|
|
|
غودرت وانثالت عليك لئامها |
|
إن خلت طبقت السماء على الثرى |
|
|
|
أو دكدكت فوق الربى أعلامها |
|
لكن أهان الخطب عندي أنّني |
|
|
|
بك لاحق أمر قضى علاّمها |
|
قال حميد بن مسلم : فو الله ما رأيت مكثوراً قطّ قد قتل ولده وأنصاره وأصحابه أربط جأشاً منه ، وإنّه كانت الرجال تشدّ عليه فيشدّ عليها بسيفه فتنكشف عنه انكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذئب ، ولقد كان صلوات الله عليه يحمل فيهم فينهزمون من بين يديه كأنّهم الجراد المنتشر ، ثمّ يرجع إلى مركزه وهو يقول : « لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم » (٢).
__________________
(١) رواه ابن طاوس في الملهوف : ص ١٧٠.
ورواه المفيد في الإرشاد : ٢ : ١٠٩.
(٢) رواه ابن طاوس في الملهوف : ص ١٧٠.