بن علي العسكري عليهالسلام وأدخل له كتب الأمصار (١) ، فدخلت عليه في العلّة الّتي توفي فيها ، فكتب معي كتاباً وقال : « امض به إلى المدائن ، فإنّك ستغيب خمسة عشر يوماً وتدخل سرّ من رأى يوم الخامس عشر وتسمع الواعية في داري بل تجدني (٢) على المغتسل ».
قال أبو الأديان : قلت : يا سيّدي ، فإذا كان الأمر كذلك ، فمن آتيه بعدك ؟
قال : « من يطالبك (٣) بجواب كتبي ، فهو القائم بعدي ».
[ فقلت : زدني.
قال : « من يصلّي علَيّ فهو القائم بعدي ».
فقلت : زدني.
قال : « فمن خبّر بما في الهميان فهو القائم بعدي ». ]
ثمّ منعتني هيبته من أن أسأله عن شيء غير ذلك (٤) ، فخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت جواباتها ، ودخلت سرّ من رأي يوم الخامس عشر من سفري كما قال عليهالسلام ، فإذا أنا بالواعية في داره ( والرنة قد فشت في أهله وجواره.
وكان ذلك يوم وفاته عليهالسلام وهو يوم الجمعة ثامن ربيع الأوّل سنة ستّين ومئتين ، وقد مضى مسموماً سمّه المعتمد ، وعمره ثمان وعشرون ) (٥).
قال أبو الأديان : فدخلت الدار فوجدته على المغتسل وأخوه جعفر الكذّاب آخذ بباب الدار والشيعة من حوله يعزّونه ويهنّؤونه ، فقلت في نفسي : إن يكن هذا الإمام فقد بطلت الإمامة ، لأنّي كنت أعرفه بشرب الخمور واللعب بالطنبور (٦) ، فتقدّمت إليه وعزّيت وهنّيت ، فلم يسألني عن شيء قطّ.
__________________
(١) في المصدر : « وأحمل له كتبه إلى الأمصار ».
(٢) في المصدر : « وتجدني ».
(٣) في المصدر : « من طالبك ».
(٤) في المصدر : « عن أسأله ما في الهميان ».
(٥) ما بين القوسين ليس في المصدر.
(٦) في المصدر : « أعرفه بشرب النبيذ ، ويقامر في الجوسق ويلعب بالطنبور ».