قومه جماعة ، فدخلوا في الإسلام.
فكان النّاس إذا نظروا إلى الحسن عليهالسلام قالوا : لقد أعطي ما لم يعط أحد من النّاس (١).
فلا بدع ولا عجب ، ولا غرو ولا مستغرب ، فهو غصن أيكة النبوّة ، ومصباح عرصة الفتوّة ، وثمرة شجرة الرسالة ورذاذ (٢) سحاب الدلالة ، وأصل الفخر والجلال ، ومظهر الشرف والكمال ، وينبوع عين اللاهوت ، وجذوة مقام الناسوت ، ومسند صدر الملكوت ، وصدر مسند الدسوت ، ولله درّ من قال من الرجال :
صبراً على مضض الزمان فإنّما |
|
شيم الزمان قطيعة الأمجاد |
نصبت حبائله لآل محمّد |
|
فاغتالهم صرعى بكلّ بلاد |
بانوا فعادوني الغرام وعادني |
|
طول السقام وملّني عوّادي |
رحلوا فلا طيف الخيال مواصل |
|
جفني ولا جفت الهموم وسادي |
ويلاه ما للدهر فوّق سهمه |
|
نحوي وهزّ عليّ كلّ حداد |
أترى درى أن كنت من أضداده |
|
حتّى استشار فكان من أضدادي |
فهنيئاً لمن فاز بمعلّى ولاهم ، ومرئياً لمن نهل من حياض هواهم ، فهم والله الجنن الواقية ، من النار الحامية ، وحبّهم والله الوسائل الوثيقة ، لدخول الجنان الأنيقة ، بهم تمّت النعم وكمل الدين المحترم ، وبهم عرف الواجب ، وميّز السنون والراتب ، وفي أبياتهم نزل القرآن ، وتحت أسجفتهم تلي وحي الرحمان ، وبهم تاب الله على آدم إذ عصاه ، وأعاده لجنة المأوى واجتباه.
__________________
(١) رواه رضي الدين علي بن يوسف بن المطهر الحلي في العدد القويّة : ص ٤٢ ح ٦٠ من اليوم الخامس عشر ، وعنه المجلسي في البحار : ٤٣ : ٣٣٣ ح ٥ من الباب ١٦ من تاريخ الإمام الحسن عليهالسلام : « باب مكارم أخلاقه وعلمه وفضله عليهالسلام ».
(٢) الرّذاذ : المطر الضعيف أو الساكن الدائم الصغير القطر كأنّه الغبار. ( المعجم الوسيط )