المرنّات (١) الهوالع (٢).
وأما زعارة قيس ، فما أنت وقيساً ؟ إنما أنت عبد آبق [ فثقف ] فتسمّى (٣) ثقيفاً ، فاحتل لنفسك من غيرها ، فلست من رجالها ، أنت بمعالجة الشرك (٤) وموالج الزرائب (٥) أعرف منك بالحروب.
فأمّا الحلم ، فأيّ الحلم عند العبيد القيون ، ثمّ تمنّيت لقاء أمير المؤمنين عليهالسلام ، فذاك والله من قد عرفت أسد باسل ، وسمّ قاتل ، لا تقاومه الأبالسة عند الطعن والمخالسة (٦) ، فكيف ترومه الضبعان ، وتتناوله الجعلان ، بمشيتها القهقرى.
وأمّا وصلتك فمنكولة ، وقرابتك فمجهولة ، وما رحمك منه إلاّ كبنات الماء من خشفان الضبا ، بل أنت أبعد منه نسباً ».
فوثب المغيرة ، والحسن عليهالسلام يقول : « عذرنا من بني أميّة أن تجاوزنا بعد مناطقة القيون ومفاخرة العبيد ».
فقال معاوية : ارجع يا مغيرة ، هؤلاء بنو عبد مناف ، لا تقاومهم الصناديد ، ولا تفاخرهم المذاويد. ثمّ أقسم على الحسن عليهالسلام بالسكوت ، فسكت (٧).
إن فارقت بيضهم في يوم ملحمة |
|
أجفانها غمدت في الهام والقمم |
متى سموا صهوات الجرد حقّ بهم |
|
مديح نظم قديم في نظيرهم |
كأنّهم في ظهور الخيل نبت ربى |
|
من شدّة الحزم لا من شدّة الحزم |
من آل هاشم من سادوا الأنام ومن |
|
شادوا عماد المعالي في بيوتهم |
__________________
(١) الرنين : الصوت ، والمرنّات : البواكي الصائحات عند المصيبة. ( النهاية : ٣ : ٢٧١ ).
(٢) الهلع : العجزع. ( المصباح : ٢ : ٣٥٣ ).
(٣) في المصدر : « فسمّي ».
(٤) الشرك ـ بالتحريك ـ : حبالة الصائد. ( مجمع البحرين ).
(٥) الزرب والزريبة : حصيرة للغنم من خشب. ( الصحاح : ١ : ١٤٢ ).
(٦) الخلسة : ما يؤخذ سلباً ومكابرة.
(٧) رواه الطبرسي في الاحتجاج : ج ٢ ص ٤٥ رقم ١٥١ ، وعنه المجلسي في البحار : ٤٤ : ٩٣ باب ٢٠ ح ٨.