وقد سمعت من الأخبار أنّه كان عليهالسلام عالماً بما يؤل أمره إليه كما وقع لأخيه وأبيه من قبل ذلك ، وذلك بوصيّة وأمر من الله قدم عليها ، وبادر بالوصول إليها ، ولله درّ من قال :
إرث البتول ونحلة الهادي لها |
|
غصباً وعبرتها تسحّ وتسجم |
وغدا مهاجرها وأنصاريها |
|
كلّ له في ذاك سهم يُسهم |
والمرتضى أرداه في محرابه |
|
بيمين أشقاها الحسام اللهذم |
فتكلّم الحسن الزكي في حقّه |
|
فغدا بمطلقة الأذيّة يكلم |
فلذاك سالم مكرهاً حتّى قضى |
|
بالسمّ وهو المستظام المسلم |
وإذا جرى ذكر الحسين تحدّرت |
|
عيني بما فيها أسرّ وأكتم |
ما كان أدهى يومه وأمرّه |
|
فلطعمه حتّى القيامة علقم |
يوم به سلّ الضلال سيوفه |
|
فغدت تطبّق في الهدى وتصمم |
يوم به كبت الجياد من الوجى |
|
فانصاع ذوبلها يعضّ ويكدم |
يوم به هبل يقهقه ضاحكا |
|
والبيت يبكي والمقام وزمزم |
يوم نسيم الكفر فيه زعازع |
|
وزعازع الإسلام فيه تسنّم |
فشوهاً لها من وجوه تعفّرت جباهها على ربوات النفاق ، وتعساً لها من قلوب تقلّبت على تلعات الشقاق ، وواهاً لها من نفوس اغمدت البيض الرقاق في نحور خلفاء الملك الخلاق ، وهيأت وألجمت الجرد العتاق لقتال أرباب الاشفاق ، ورمت بدور الإتفاق في منازل الخسف والمحاق ، فكم من نفس أغالوها بالزهاق وأودعوها تحت الطباق ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
روى الكليني في روضته ، والنعماني في غيبته بأسانيدهما إلى المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « لمّا حضرت الحسن الوفاة قال : يا قنبر ، انظر هل ترى وراء بابك مؤمناً من غير آل محمّد ».
فقال : الله ورسوله وابن رسوله أعلم [ به منّي ].