فقال له محمّد : أنت إمامي ، وأنت وسيلتي إلى محمّد صلىاللهعليهوآله ، والله لوددت أنّ نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا الكلام ، على وإنّ في رأسي كلاماً لا تنزفه الدلاء ، ولا تغيّره بعد الرياح (١) كالكتاب المعجم في الرقّ المنمنم ، أهمّ بإبدائه فأجدني سبقت إليه سبق الكتاب المنزل وما جائت به الرسل ، وإنّه لكلام يكلّ به لسان الناطق ويد الكاتب [ حتّى لا يجد قلماً ويؤتوا بالقرطاس حمماً ] ، ولا يبلغ فضلك وكذلك الله يجزي المحسنين ، ولا قوّة إلاّ بالله.
الحسين أعلمنا علماً ، وأثقلنا حلماً ، وأقربنا من رسول الله صلىاللهعليهوآله رحماً ، كان إماماً قبل أن يخلق ، وقرأ الوحي قبل أن ينطق ، ولو علم الله أحداً خيراً منّا ما اصطفى محمّداً ، فلمّا اختار [ الله ] محمّد واختار محمّد عليّاً إماماً واختارك عليّ بعده واخترت الحسين عليهالسلام بعدك ، سلّمنا ورضينا بما هو الرضا وبما نسلم به من المشكلات (٢). (٣)
وفي كتاب النصوص والمعجزات بإسناده عن جنادة بن أمية قال : دخلت على الحسن بن علي بن [ أبي ] طالب عليهالسلام في مرضه الذي توفّي فيه ، وبين يديه طشت يقذف فيه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السمّ الّذي سقاه معاوية ، فقلت : يا مولاي ، ما لك لا تعالج نفسك ؟ فقال : « يا عبد الله ، بماذا أعالج الموت » ؟ قلت : إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
ثمّ التفت إليّ وقال : « والله لقد عهد إلينا (٤) رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّ هذا الأمر يملكه
__________________
(١) في الكافي : « نغمة الرياح ».
(٢) في الكافي : « ورضينا من هو بغيره يرضى وكنّا نسلم به من مشكلات أمرنا ».
(٣) أصول الكافي : ٣٠١ ح ٢ باب الإشارة والنصّ على الحسين بن علي عليهالسلام من كتاب الحجّة ، مع اختلاف في بعض الألفاظ ، وجميع ما بين المعقوفات منه.
ورواه الطبرسي في إعلام الورى : ص ٢١٤ في الفصل الثاني من ذكر السبط الشهيد أبي عبد الله الحسين عليهالسلام ، وعنه المجلسي في البحار : ٤٤ : ١٧٤ ح ٢ من الباب ٢٤.
(٤) في المصدر : « والله إنّه لعهد عهده إلينا ».