فوا لهفتاه على أقمار الهداية ، كيف كسفت بأرض الطفوف ، وواحزناه لأنوار شموس الدراية كيف حجبتها غيوم السيوف ، ووا كرباه لنفس الرسول كيف أسالتها أولاد النغول على حدود النصول ، وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.
لك الخير لا تذهب بحلمك دمنة |
|
محاها البلى واستوطنتها الأوابد |
فما هي إن خاطبتها بمجيبة |
|
وإن جاوبت لم تشف ما أنت واجد |
ولكن هلمّ الخطب في رزء سيّد |
|
قضى ظمأ والماء جار وراكد |
كأنّي به في ثلّة من رجاله |
|
كما حفّ بالليث الأسود اللوابد |
يخوض بهم بحر الوغى وكأنّه |
|
لواردهم عذب المجاجة بارد |
إذا اعتقلوا سُمر الرماح وجرّدوا |
|
سيوفاً أعارتها البطون الأساود |
فليس لها إلاّ الصدور مراكز |
|
وليس لها إلاّ الرؤوس مغامد |
__________________
خرج إلى مضجعه ، ومن لم يقتل فسوف يموت.
يا فاطمة بنت محمّد ، أما تحبين أن تأمرين غداً [ بأمر ] فتطاعين في هذا الخلق عند الحساب ؟ أما ترضين أن يكون ابنك من حملة العرش ؟ أما ترضين [ أن يكون ] أبوك يأتونه يسألونه الشفاعة ؟ أما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض فيسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه ؟ أما ترضين أن يكون بعلك قسيم النار ، يأمر النار فتطيعه ، يخرج منها من يشاء ويترك من يشاء ؟ أما ترضين أن تنظرين إلى الملائكة على أرجاء السماء ينظرون إليك وإلى ما تأمرين به وينظرون إلى بعلك [ و ] قد حضر الخلائق وهو يخاصمهم عند الله فما ترين الله صانع بقاتل ولدك وقاتليك إذا أفلحت حجته على الخلائق وأمرت النار أن تطيعه ؟ أما ترضين أن تكون الملائكة تبكي لابنك ويأسف عليه كل شيء ؟ أما ترضين أن يكون من أتاه زائراً في ضمان الله ويكون من أتاه بمنزلة من حج إلى بيت [ الله الحرام ] واعتمر ولم يخلو من الرحمة طرفة عين ، وإذا مات مات شهيداً ، وإن بقي لم تزل الحفظة تدعوا له ما بقي ، ولم يزل في حفظ الله وأمنه حتّى يفارق الدنيا ؟
قالت : يا أبه ، سلمت ورضيت وتوكّلت على الله. فمسح على قلبها ومسح [ على ] عينيها ، فقال : إنّي وبعلك وأنت وابناك في مكان تقر عيناك ويفرح قلبك.
ورواه عنه المجلسي في البحار : ٤٤ : ٢٦٤ ح ٢٢.
ورواه ابن قولويه في كامل الزيارات : ص ١٤٤ باب ٢٢ ح ٢.