فقال الحسين عليهالسلام : « إذاً والله لا أتّبعك ».
فقال الحرّ : إذا والله لا أدعك.
فكثر الكلام بينهما ، فقال له الحرّ : إنّي لم اُؤمر بقتالك ، وإنّما أمرت أن لا أفارقك حتّى أقدمك الكوفة ، فإذا أبيت يا ابن رسول الله فخذ طريقاً لا يدخلك الكوفة ولا يوصلك إلى المدينة لأعتذر أنا إلى ابن زياد بأنّك خالفتني في الطريق ، فلعلّ الله أن يرزقني العافية من أن أبتلي بشيء من أمرك.
فتياسر الحسين عليهالسلام حتّى وصل إلى عذيب الهجانات والحرّ يسايره مع أصحابه وهو يقول له : يا حسين ، أذكّرك الله في نفسك ، فإنّي أشهد لئن قاتلت لتقتلنّ.
فقال له الحسين عليهالسلام : أفبالموت تخوّفني ؟! وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني ؟ وسأقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه وهو يريد نصرة رسول الله صلىاللهعليهوآله فخوّفه ابن عمه [ فقال له : أين تذهب ؟ فإنّك مقتول. فقال :
سأمضي وما بالموت عار على الفتى |
|
إذا ما نوى حقاً وجاهد مسلما |
وآسى الرجال الصالحين بنفسه |
|
وفارق مثبوراً يغش ويرغما ] (١) (٢) |
ولله درّ من قال من الرجال :
عشيّة أضحى الشرك مرتفع الذرى |
|
وولّت بشمل الدين عنقاء مغرب |
تراع الوغى منهم بكل شمردل |
|
نديماه فيها سمهريّ ومقضب |
بكلّ فتىً للطعن في حرّ وجهه |
|
مراح وللضرب المرعبل ملعب |
__________________
(١) ما بين المعقوفين من تاريخ الطبري.
(٢) ورواه المفيد في الإرشاد : ٢ : ٧٩ و ٨٠ مع مغايرات لفظية.
ورواه الخوارزمي في المقتل : ص ٢٣١ ـ ٢٣٣ في الفصل الحادي العشر ، والطبرسي في إعلام الورى : ص ٢٢٩ ـ ٢٣٠ ، وابن طاوس في الملهوف : ص ١٣٧.
وانظر كشف الغمّة للإربلي : ج ٢ ص ٢٥٨ ، وإعلام الورى : ص ٢٣٠.