بكلّ نقي الخدّ لولا خطى القنا |
|
ترى الشمس من معناه تبدو وتغرب |
كثير حيا لولا وقاحة رُمحه |
|
لحقّ به للعارفين التشبّب |
كأنّ الحداد البيض تخضب بالدما |
|
لعينيه ثغر بارد الظلم أشنب |
كأنّ القنى العسّال وهي شوارع |
|
قدُود تُثنّى في المراح وتلعب |
كأنّ صليل المُرهفات لسمعه |
|
غواني تغنّي بالصبا وتشبّب |
كأنّ ظلام النقع صُبح مسرّة |
|
لديه ويوم السلم إن هاج غيهب |
كأنّ المنايا السود يطلع بُينها |
|
أخو البدر معشوق الجمال محجّب |
كأنّ ركام النقع من فوق رأسه |
|
أرائك تُبنى للوصال وتضرب |
كأنّ الضبا فيها نجوم مضيئة |
|
ويومهم من ثائر النقع مقطب |
كأنّ صدور البيض من ضربها الطلا |
|
أخو صبوة مضني الفؤاد معذّب |
كأنّ أطاريف الأسنّة تكتسي |
|
دما طرف صبّ أحمر الدمع صيّب |
وروي أنّ الحسين عليهالسلام مضى حتّى انتهى إلى قصر بني مقاتل فنزل به ، وإذا هو بفسطاط مضروب ، فقال : « لمَن هذا » ؟ فقيل : لعبيد الله بن الحرّ الجعفي ، قال : « ادعوه إليّ ».
فلمّا أتاه الرسول قال له : هذا الحسين بن علي عليهماالسلام يدعوك. فقال له عبيد الله : إنا لله وإنّا إليه راجعون ، والله ما خرجت من الكوفة إلاّ كراهية أن يدخلها الحسين عليهالسلام وأنا فيها ، وما أريد أن أراه ولا يراني !
فأتاه الرسول فأخبره ، فقام الحسين عليهالسلام فجاءه حتّى دخل عليه وسلّم وجلس ، ثم دعاه إلى الخروج معه ، فأعاد عليه عبيد الله تلك المقالة واستقاله مما دعاه إليه ، فقال له الحسين عليهالسلام : « فإن لم تكن تنصرنا فاتّق الله ولا تكن ممن يقاتلنا ، فو الله لا يسمع واعيتنا أحد ثمّ لم ينصرنا إلاّ هلك ».
فقال له : أمّا هذا فلا يكون أبداً إن شاء الله. ثمّ قام الحسين عليهالسلام من عنده حتّى