يلاعبهم وودّوا لو سقوه |
|
من الذّيقان مترعة ملايا |
فأبعده الإله ولا يؤبّى |
|
ولا يشفى من المرض الشّفايا (١) |
فقال أبو العباس : هذه أبيات لو أنشدت على الصواب لم تنكسر ، فلا وجه لإجازتها.
قال أبو سعيد : وقد ذكرها المازنيّ ولم يطعن في روايتها ، وقال : جعلوا ألف الإطلاق بمنزلة هاء التأنيث ، وأنت تقول في هاء التأنيث : " عظاية" و" شكاية" و" نهاية".
قال أبو سعيد : عندي في جوازها وجه آخر ، وهو أنه لما أدخل ألف الإطلاق وقعت الهمزة بين ألفين ، والهمزة تشبه الألف ، فكأنه اجتمع ثلاث ألفات ، فاستثقل ذلك ، فقلب من الهمزة ياء ، كما فعلوا ذلك" بخطايا" و" مطايا" وقد كان : " خطاأا"" مطاأا" قبل أن تقلب ياء.
ووجه آخر ، وهو أن الكسائي حكى أن بعض العرب يقلب من الهمزة ياء في التثنية ، وبعضهم يقلبها واوا ، وبعضهم يدعها همزة على حالها ؛ كقولهم في تثنية" رداء" : " رداءان" و" ردايان" و" رداوان" ، فشبه الشاعر ألف الإطلاق بألف التثنية.
ومن ذلك بدل أسماء الأعلام ، وهو يجيء في الشعر على ثلاثة أوجه : وجه جائز في الشعر والكلام ، ووجه جائز في الشعر دون الكلام ، ووجه لا يجوز في الشعر ولا في الكلام.
فأما ما يجوز في الشعر والكلام ، فنحو تصغير الاسم العلم الذي يعرف بغير التصغير ؛ كقولهم في" عبد الله" : " عبيد الله" ، وفي" زيد" : " زبيد". وهذا جائز في الشعر والكلام.
قال الراعي :
ولا أتيت نجيدة بن عويمر |
|
أبغي الهدى فيزيدني تضليلا (٢) |
أراد : " نجيدة بن عامر الخارجي". وقد ينشد هذا البيت على التكبير : " ولا أتيت نجدة بن عامر" وهو مزاحف جائز.
__________________
(١) اللسان (حما).
(٢) البيت في ديوانه ١٣٦ ، واللسان (ضلل).