الأمر ، والجملة التي بعدها في موضع خبر" كان".
وأخوات" كان" بمنزلتها ، كما أن أخوات" إنّ" بمنزلتها ، ولم يظهر ذلك الضمير في" كان" وأخواتها ؛ لأنه اسم" كان" ، و" كان" فعل ، فإذا أضمرناه استكنّ في الفعل.
ومن ذلك : " ظننته زيد قائم" ، و" ظننته قام أبوك" ، فالهاء ضمير الأمر والشأن ، وهي في موضع المفعول الأول ، والجملة التي بعدها في موضع المفعول الثاني.
ومن ذلك" ما هو زيد قائم" ، و" ما هو قام زيد" ، " فهو" ضمير الأمر والشأن ، والجملة بعدها خبر" ما". وتقول في المبتدأ : " هو زيد قائم" وإن لم يكن جرى ذكر شيء ، فهو مبتدأ ضمير الأمر والشأن ، والجملة التي بعدها خبر.
وقد قال جماعة من البصريين ـ والكسائي معهم ـ في قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(١) أن" هو" ضمير على غير مذكور ، جرى كالضمير في" إنه زيد قائم".
وقال الفراء : " هو" ضمير اسم الله تعالى ، وجاز ذلك وإن لم يكن قبله ذكر ، لما في النفوس من ذكره تبارك اسمه. وكان الفراء يجيز" كان قائما زيد" و" كان قائما الزيدان ، والزيديون" ، فيجعل" قائما" خبر ذلك الضمير ، ويجعل ما بعده مرفوعا به. وكذلك" ليس بقائم أخواك" و" ما هو بذاهب الزيدان".
وأهل البصرة لا يجيزون أن يكون خبر ذلك الضمير اسما مفردا ؛ لأن ذلك الضمير هو ضمير الجملة ، فينبغي أن تأتي بالجملة كما هي ، فتجعلها في موضع خبر الضمير ، كما تقول : " كان زيد أخاك" فتجعل" الأخ" خبرا له ؛ إذ كان" هو" هو ، غير أن الاسم المفرد يتأثر فيه الإعراب : إذا كان خبرا. ولا يجيز البصريون" كان ذاهبا زيد" ، إلا على ألا يكون في" كان" ضمير الأمر والشأن ، ويكون" زيد" الاسم و" ذاهبا" الخبر.
وأما" ما هو بذاهب أخواك" فلا يجيزون إلا على أن يقال : " ما هو بذاهبين أخواك" فيثنون ، ويجعلون" أخواك" مرتفعين بالابتداء ، لا بالذهاب ويجعلون الباء خبرا مقدما ، وتقديره : " ما هو أخواك بذاهبين" ، كما تقول : " ليس بذاهبين أخواك" ، على معنى : ليس أخواك بذاهبين.
__________________
(١) سورة الإخلاص ، الآية : ١.