الاستفهام عليها ؛ لمعنى الاستفهام أي : على" أيّ" في حال الاستفهام بها لأنها أسماء وللأسماء دلالة على معانيها التي وضعت لها ، من مكان وزمان وإنسان وحيوان ، وحروف الاستفهام تدل على الاستفهام فيها.
غير أنهم طرحوا حرف الاستفهام ؛ لأنهم لم يستعملوا هذه الأسماء في جميع المواضع ، كما يستعملون سائر الأسماء الصحاح ، فاكتفوا بدلالتها على الاسم المستفهم عنه أن يأتوا لها بحرف الاستفهام ، وكذلك إذا استعملت هذه الأسماء في المجازاة ، اكتفوا بها عن حروف الجزاء.
قال : (فإن قلت : " أيهم زيدا ضرب" ، قبح ، كما يقبح في" متى" ونحوها ، وصار أن يليها الفعل هو الأصل ؛ لأنها من حروف الاستفهام ولا يحتاج إلى الألف فصارت ك" أين").
يعني : أن الاختيار أن تقول : " أيهم ضرب زيدا" ، و" متى ضرب زيد عمرا" ، وذلك أنك إذا قلت : " أيهم" ، فقد جئت باسم الاستفهام ، وحصل فالواجب أن تأتي بالفعل بعده ، وصار تقدم" أي" ، كتقدم الألف في اختيار الفعل بعده.
قال : (وكذلك" من" ، و" ما" لأنهما يجريان معها ولا يفارقانها تقول : " من أمة الله ضربها" ، و" ما أمة الله أتاها" ، نصب في كل ذا لأنه أن يلي هذه الحروف الفعل أولى ، كما أنه لو اضطر شاعر في" متى" وأخواتها نصب ، فقال : " متى زيدا رأيته").
قوله : " من" و" ما".
يعني : حكمها كحكم" أي" ؛ لأنهما يجريان مع" أي" ، ولا يفارقانها في الاستفهام والجزاء ، فإذا قلت : " من أمة الله ضربها" ، فالاختيار أن تنصب" أمة الله" بإضمار فعل ، وكذلك : " ما أمة الله أتاها" ، كأنك قلت : " من ضرب أمة الله ضربها" ، و" ما أتى أمة الله أتاها" ؛ لأن" من" و" ما" لما تقدمتا صارتا بمنزلة ألف الاستفهام وهي بالفعل أولى ، وكان الاختيار أن يكون لفظ الفعل متقدما في" من" و" ما" و" متى" و" أي".
وهذه الحروف لا يليها الاسم البتة ، فيقال : " من ضرب أمة الله" وألا يقال : " من أمة الله ضربها" ؛ لأنها أضعف من ألف الاستفهام وليس لها تصرف ألف الاستفهام ، فإذا اضطر