وإذا نزل بأحدهم
المرض لجأ الى الدعاء فقط تاركاً وراءه الطيب والدواء متخذاً من قوله تعالى حكاية عن النبي إبراهيم ( عليه السلام ) ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ
يَشْفِينِ ) (١) . فلماذا إذاً السعي
وراء الطب ، والطبيب ؟ والشفاء بيد المشافي وهو الله عز وجل فمن العبد الدعاء ، ومن الرب الشفاء . وعلى هذه المسيرة
الدعائية يسير موكب هذه الجماعة من الاتكال المفرط على الدعاء . الرد على هذا القول : والجواب عن هذا
الدليل الذي استدل به هؤلاء المتكلمون هو : أننا نؤمن كموحدين لله ، معترفين بعظمته ، وقدرته أن الرزق من الله ، والحفظ منه ، والشفاء بيديه ، فهو الذي يمنح من يشاء ويفيض على من يشاء حتى ولو كان ذلك الإِنسان لا يؤمن بالله . كل ذلك لحكمة منه في هذا الاجراء ، وأنه بالإِمكان أن يهيء لعباده كل شيء في هذه الحياة من أمور المعاش ، والرزق ، وهم جالسون في ديارهم لا يحركون أي ساكن ، ولا يبذلون أدنى جهد في سبيل تحصيل ذلك ، وكذلك يدفع عنهم جميع الأمراض من دون أن يحوجهم الى أي طبيب ، وهكذا بالنسبة الى العدو حيث يدفع عنهم شروره من دون أن يلجئهم الى حرب ، ودفاع . كل ذلك بوسع الله أن
يهيئه لعباده ولكن المشيئة الإِلۤهية لم تقتض أن يترك الإِنسان إتكالياً على هذا النحو من الدعة ، والراحة ، بل لقد __________________ (١)
سورة الشعراء : آية (٨٠) .