حارب الإِسلام وهو دين الله القويم هذا النوع من التواكل ولم يرتضه . يقول ( عمر بن يزيد ) وهو أحد الرواة عن الإِمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : رجل قال لاقعدن في بيتي ، ولأصلين ، ولأصومن ، ولأعبدن ربي فأما رزقي فسيأتيني فقال أبو عبد الله : هذا أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم قلت : ومن الاثنين الأخران ؟
قال : رجل له إمرأة يدعو الله ان يريحه منها ، ويفرق بينه وبينها فيقال له : أمرها بيدك خل سبيلها ، ورجل له حق على إنسان لم يُشهد عليه فيدعو الله أن يرد عليه فيقال له : قد أمرتك أن تشهد وتستوثق فلم تفعل » (١) .
وفي حديث آخر يقول النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) « إن أصنافاً من أمتي لا يستجاب لهم دعاؤهم » وعد من هؤلاء :
« ورجل يقعد في بيته ، ويقول : رب ارزقني ، ولا يخرج ، ولا يطلب الرزق فيقول الله عز وجل :
عبدي الم أجعل لك السبيل الى الطلب ، والتصرف في الأرض بجوارح صحيحة فتكون قد أعذرت ، فيما بيني وبينك ، في الطلب لاتباع أمري ، ولكيلا تكون كلَّا على أهلك (٢) ؟ .
وتتجلى روعة المحاورة بين الله ، وعبده في هذه الفقرات ، فالله عز وجل لا يريد لعبده أن يكون كَلّاً على أهله يتكفف منهم ، بل
__________________
(١) وسائل الشيعة : باب (٥٠) من أبواب الدعاء / حديث (٤) .
(٢) نفس المصدر ، والموضع = حديث (٦) .