لمعنى واحد ، والعطف بينهما إنما جيء به للتوضيح ، والا فالقضاء هو القدر كما أن القدر ليس الا القضاء . ولكنه تخيل خاطيء للفرق بين هذين المصطلحين .
فالقضاء في اللغة : هو : الحكم ، وقال الأزهري :
القضاء في اللغة على وجوه : مرجعها الى إنقطاع الشيء ، وتمامه وكلما أحكم عمله ، أو أتم ، أو ختم ، أو أدى اداءً ، أو أوجب ، أو علم ، أو انفذ ، أو أمضى فقد قضي (١) .
أما في القرآن الكريم فقد جاءت آيات عديدة تقول :
( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) (٢) .
ويقول المفسرون ان كلمة ( قضى ) في هذه الآية يراد بها الأمر اي : وأمر ربك .
وفي قوله تعالى : ( فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ ) .
جاءت هذه الكلمة ( فقضاهن ) بمعنى الخلق أي : فخلقهن سبع سموات . الخ .
أما في قوله تعالى : ( فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ) (٣) .
فإنها جاءت بمعنى الحكم أي : فاحكم بما تحكم به .
__________________
(١) لسان العرب : مادة ( قضى ) . الاسراء
(٢) سورة الإِسراء : آية (٢٣) .
(٣) سورة طٰه : آية (٧٢) .