ويقول الإِمام أبو عبد الله ( عليه السلام ) إن الله أوحى الى داود ( عليه السلام ) « يا داود كما أن أقرب الناس من الله المتواضعون كذلك أبعد الناس من الله المتكبرون » (١) .
كل هذا ، وغيره حدا بالداعي أن يترك غروره ، ويأتي ذليلاً ليجد ربه عنده شأنه في ذلك شأن كل قلب منكسر يكون الله عنده . ومع الانكسار يردد الداعي : يا رب جئتك :
« مستقيلاً » .
والإِستقالة : طلب الإِقالة . أما الإِقالة فهي : طلب أحد المتبايعين الفسخ من صاحبه ، وتطلق الإِستقالة ، ويراد بها أن يرفعه من سقوطه ، ومن عثرته (٢) .
وهذا المعنى الثاني : هو الذي يطلبه الداعي من ربه فهو يريد منه عز وجلّ ان يرفعه من عثراته ، وزلاته ، وهو معنى يراد به ان لا يرتب المولى الآثار المترتبة على ما إقترفه من ذنب ، وما صدر منه من منافيات كانت موجبة لسقوطه في المهاوي السحيقة ، وسيأتي في فقرات الدعاء الآتية من قوله : « واقلني عثرتي ، وإغفر زلتي » . ويا رب مع طلب الإِستقالة جئتك :
« منيباً » :
والإِنابة : هي الرجوع ، والعودة الى الشيء مرة بعد أخرى يقال : نابت السباع الى المنهل والنحل تنوب الى الخلايا . والى الله
__________________
(١) أصول الكافي : باب التواضع / حديث (١١) .
(٢) أقرب الموارد : مادة ( قيل ) .