يصدرون عنه ، وهم يجرون أذيال الخيبة ، والحرمان .
كلا ، والف كلا . لأن الإِمام أمير المؤمنين « عليه السلام » حدث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : « إن الله كريم بيده الخيرات يستحي ان يكون عبده المؤمن قد أحسن الظن به ، ثم يخلف ظنه ، ورجاءه » (١) .
وبعد الإِعتذار فقد أتيتك يا رب :
« نادماً » .
والندم كما يقول اللغويون هو : الأسف ، والحزن ، والتوبة . وها هو الداعي يظهر الندامة تائباً يؤكد أنه لا يعود إنساناً يتقمص الشر متبعاً شهواته الجنسية ، بل سيكون بالمستوى اللائق به كإنسان جاء الى ربه معتذراً نادماً على ما صدر منه ولم يكتف الداعي بذلك ، بل خاطب ربه متضرعاً بانه عاد الى حضيرته .
« منكسراً » . علامة الخضوع ، والذلة . وهذا التعبير في الداعي يعطي أنه غير متطاول ، ولا شامخ ، بل هو في غاية الخشوع جاء ليستميح من ربه العطف ، ويستدر منه الغفران ، ولهذا نجد الحديث القدسي يقول : « أنا عند القلوب المنكسرة » .
تلك القلوب التي تطامنت فخرج ما فيها من خيلاء وكبر ، لذلك شعرت بأنها ضعيفة أمام خالقها ، فجاءت اليه منكسرة لأنها علمت : أن الله لا يحب كل ختال فخور .
__________________
(١) أصول الكافي : باب حسن الظن بالله عز وجل / حديث (٢) .