( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) (١) .
أما الأخبار الواردة عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) في هذا الخصوص فكثيرة ، وقد طفحت بها كتب الحديث لكافة الفرق الإِسلامية .
والآن فنحن نقف بين طائفتين من الأخبار ، والآيات .
طائفة : توقف الإِنسان عند حده ، وتفهمه بإن الأمور ليست من قبيل الجزاف ، والاعتباط ، بل لكل إنسان جزاء سعيه ، وتعود القضية بالاخير الى الدقة في الموازنة بين العمل والجزاء ، حتى ولو دعا الداعي ما شاء له أن يدعو ربه .
أما الطائفة الثانية : فهي تحث العبد على التوجه الى ربه ، والتضرع اليه ، وقد كفل له أن يجد من عطفه ما لا يرجعه خائباً ، بل يستجيب له دعواته .
ويزيد في الترغيب أن الآيات التي تكفلت بالإِجابة لم تقيد الاجابة بحالة خاصة يشترط أن يكون العبد عليها ، بل هي مطلقة من هذه الجهة ، ولسانها عام يضمن الاستجابة حتى ولو كان العبد غير مستحق للإِجابة .
وطبيعي ان المعارضة تبدو واضحة بين هاتين الطائفتين فلأي منهما التقديم وبأي من هذين يؤخذ ؟
__________________
(١) سورة البقرة : آية (١٨٦) .