الطبيعي ، فيشمل الاجرام السماوية ، والأرضية ، وما فيها من مخلوقات من :
الشمس ، والنجوم ، والجبال ، والبحار ، والحيوان بما فيه اليف ، ووحش إنه يوم الإِنقلاب التام ، وفيه :
( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) (١) .
وهو اليوم الذي تذهل فيه الأم الرؤم عن قطعة كبدها ، وهو الرضيع يلقم ثديها فتتركه غائبة الرشد تائهة لا تعي شيئاً مما حولها وتضع كل حملٍ حملها من الرعب ، والدهشة ، انه وضع غير طبيعي .
والناس تراهم سكارى ، وما هم بسكارى ، وإنما رهبة الموقف جعلتهم حيارى ، وأخذت عليهم آفاق التفكير ، فهم سكارى من هول المشهد الهائج بشمسه ، ونجومه ، وجباله ، وبحاره ، ووحوشه ، وأنعامه وهم حيارى من شدة الفزع .
لقد نسي الإِنسان وسط هذا الجو نفسه فتراه يفر ( مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) (٢) .
هذا الإِنسان الإِجتماعي يقر من هذه المجموعة التي أفنى عليها زهرة عمره فكان يجمع لهم من الحلال والحرام ما يسد به جوعهم ، ويؤذيه ما يؤذيهم ، ويفرح لفرحهم أصبح اليوم يفر منهم ليرى
__________________
(١) سورة إبراهيم : آية (٤٨) .
(٢) سورة عبس : آية (٣٤ ـ ٣٧) .