مصيره ، فهو مشغول بنفسه ، وليست القضية من طرف واحد فالكل هذه حالته .
رعب ، وفزع ، وذهول ، ولكلٍ منهم في ذلك اليوم شأن يغنيه . لأنه هو الذي سيحاسب ، وهو الذي سيؤدي ضريبة ما جناه ان خيراً فخير ، وان شراً فشر .
( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ) (١) .
ويبدأ الحساب ، وتمر مشاهد الدنيا أمام عينيه ، وتتجسد الأعمال وتشهد الأيدي ، والأرجل ، وبقية الجوارح كل بحسب ما يوكل اليه .
وتصنف الجموع البشرية واذا بهم يقسمون الى قسمين :
جمعت وصفهم الآية في قوله تعالى :
( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ) (٢) .
الوجوه الضاحكة هي المؤمنة بالله ، والآخذة بتعاليمه ، والممهدة طريقها لمثل هذا اليوم ، وللوقوف في مثل هذا الموقف العصيب . لذلك فهي ضاحكة مستبشرة لانها نفوس آمنة مطمئنة رجعت الى ربها راضية مرضية .
وأما الوجوه التي عليها غبرة : فهي تلك الوجوه الكالحة التي تمر
__________________
(١) سورة آل عمران : آية (٣٠) .
(٢) سورة عبس : آية (٣٨ ـ ٤١) .