بآيات الله وبتعاليمه مروراً عابراً لم تتزود من ممرها لمثل هذا الموقف ، بل كان همها أن تنال من دنياها النصيب الأوفر .
( الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ) (١) .
ولنقف بهذه المسيرة الى هذا الحد فلنا في وصف جهنم لقاء آخر عند تعرض الدعاء في فقراته الى جهنم ، وما يلاقي الإِنسان فيها من أهوال .
وعلى كل حال هذا جزء من بلاء الآخرة ، وكله مقدمة للعذاب الذي لا يطاق في جهنم لذلك نرى الداعي يتعجب من تحمله لهذا البلاء الذي هو « بلاء تطول مدته ، ويدوم مقامه » .
واذا كان يوم القيامة ( مقداره خمسين الف سنة ) كما تنص عليه الآية فماذا سيكون مقدار المكوث في النار لمن يقدر له أن يكون جزاؤه العذاب الأليم .
وقد نقل عن النبي الأكرم « صلى الله عليه وآله وسلم » أنه تلا هذه الآية ثم قال :
« كيف بكم اذا جمعكم الله كما تجمع النبل في الكنانة خمسين الف سنة لا ينظر اليكم » (١) .
« ولا يخفف عن أهله » .
والذي يظهر من هذه الفقرة ، وهكذا ما يماثلها من الفقرات
__________________
(١) سورة الأعراف : آية (٥١) .
(٢) نقل ذلك الغزالي في إحياء العلوم : ٤ / ٦٣٩ . عن الطبراني في الكبير .