إيمان العبد ، وعمله الصالح شفعاً له في محو ما كتب له من عقاب نتيجة قيامه بالمخالفات ، فعنصر الشفاعة برز لنا من خلال هذه الفقره ( لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ) .
وفي آية أخرى نرى الوسيلة للشفاعة تأتي على شكل آخر ففي قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (١) .
تقوى الله ، والايمان برسوله فتحاً لمن آمن بالله هذه الآفاق .
١ ـ ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ ) .
أي يؤتكم نصيبين من رحمته ، وهو ترغيب للعبد في اطمئنانه بحصوله على الرحمة المضاعفة .
٢ ـ ( وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ) .
وهو نور الهداية لتسيروا على ضوئه الى ما يحفظكم من الإِنزلاق في الطريق غير الموصلة الى الله ، والى الجنة .
نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده فلا يحجزه عن الوصول الى الحقيقة شيء .
وبعد كل هذا تأتي منحة الله المفضلة :
٣ ـ ( وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .
حصول المغفرة هو غاية العبد ، وهو مسبب عن تقوى الله
__________________
(١) سورة الحديد : آية (٢٨) .