والايمان برسوله ، والذي هو من مكملات تقوى الله . وهذان كونا عنوان ( الشفيع ) في حصول هذه المنحة منه سبحانه لعباده الذين آمنوا .
وقد يقال : ان الآية الكريمة بعد ان منحت العبد المؤمن ذلك النور الموعود ليمشي به في طرق الحق ، ويشخص على ضوئه الهدى من الضلال فما معنى « يغفر لكم » وهل بعد الكفلين من الرحمة والنور الذي ينير القلب ؟
والجواب : أن الانسان مهما علت مكانته ، وهذبت نفسه وآمن بالله فهو ليس بمعصوم كالانبياء ، والمرسلين ، والأئمة المكرمين بل هو إنسان ، وعرضة للزلل ، والخطأ ، والتقصير ، ولذلك فهو دائماً فقير الى رحمته ، وهو محتاج الى عطفه ، ولطفه نتيجة ما يصدر منه من ذنب لعدم عصمته ، ومنعته مهما كان متديناً ، ومحافظاً . وقد جاء عن أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قوله في إحدى خطبه « لا شفيع أنجح من التوبة » (١) .
وفي خطبة أخرى قال « صلوات الله عليه » :
« فاجعلوا طاعة الله . . . شفيعاً لدرك طلبتكم » (٢) .
طاعة الله ، والانقياد الكامل : هو الشفيع لما يريده العبد من مولاه من طلباته أعم من كونها طلبات دنيوية ، او أخروية .
والتوبة ، والعود الى ساحة الله من أضمن الشفعاء بشهادة أمير
__________________
(١) نهج البلاغة : ٣ / ٢٤٢ .
(٢) نهج البلاغة ٢ / ١٩٩ .