المؤمنين .
وتقول الآية الكريمة :
( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ) (١) .
وتتعرض بعض الاخبار الى الاستغفار فتفرده في اعتباره الوسيلة لحصول التوبة .
وفي الحقيقة عندما نستعرض هذه الآيات ، والروايات والتي اعتبرت عمل الانسان ، أو طاعته ، أو تقواه ، او توبته او إستغفاره ، أو إيمانه هو الشفيع لما صدر منه من مخالفات . . . نراها تتضمن معنى آخر غير الشفاعة . ذلك هو أنها تدفع بالانسان أن يتكل على نفسه في مواجهة ربه ، والارتباط به لحل جميع مشاكله ، وإجابة طلباته الدنيوية ، والأخروية ومن أقرب الى العبد من ربه اذا جاءه وهو تائب ، ومتقٍ ، ومطيع ؟
إن الله وهو الرحيم بما تشتمل عليه هذه الكلمة من حنو لا يحتاج الى شفيع يكون وسيلة ورابطاً بينه وبين عبده المذنب لو وجد صدقاً في توبته واخلاصاً في إطاعته ، فهو يعلم أن عبده ليس بمعصوم من الزلل والتقصير لذلك نرى الإِمام في كلمته السابقة يقول : « لا شفيع أنجح من التوبة » .
٢ ـ الشفيع من القسم الثاني :
بإجماع الأمة الإِسلامية بكافة مذاهبها أن النبي الأكرم محمدٍ
__________________
(١) سورة النساء : آية (٦٤) .