السلام » ينهى الداعي أن يقنط لو ابطأت الإِجابة عليه . ولماذا يدب اليأس الى قلبه ؟ إذ من يدري فقد يكون التأخير في صالحه ، ولربما كان سبب التأخير ، والابطاء هو أن الله سيجمع له بعد مرور هذه الفترة من الإِنتظار الإِجابة ، والأجر .
الإِجابة : تعقيباً لدعائه .
والأجر : جزاء على تأخير الإِجابة .
وهي طرق يتوخى الله سبحانه أن من ورائها ان يجزل العطاء لعبده بكل وسيلة ، وبأي سبب .
إذاً وعلى ضوء هذه التعليمات القيّمة لا يبقى مجال للإِعتراض بالابطاء ولا يكون تأخير الإِجابة تبعاً للمصلحة ، والتبديل بالأحسن منافياً لقوله تعالى : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) .
وهكذا لبقية الآيات التي أمرت بالدعاء وتكفلت بالإِجابة فان الله عز وجل صحيح قد أمر بالدعاء ، وكذلك بنص الآية قد وعد بالإِجابة ، ومن الواضح أن الله لا يخلف وعده . كل ذلك لا إشكال فيه ، ولكن المشكلة تنحل لو علمنا بإن الله عز وجل مع لطفه وعطفه ووعده بالإِجابة ، واعطائه لعبده أكثر مما يستحق لم يقيد نفسه بالوقت ، ولم يحدد إجابته بفترة معينه يعينها بين الدعاء والإِجابة ، بل ترك ذلك مفتوحاً له ليوازن بين الدعاء ، وبين ما يعود بالنفع على الداعي من دعائه ، أو ما يعود عليه بالشر لو كان ما طلبه على خلاف مصلحته ، أو المصلحة العامة .
ولو القينا نظرة أخرى
على هذه الوصية القيّمة لرأينا الإِمام فيها يصور لنا عملية استدراج الله لعبده لجلبه اليه لذلك يبدأ معه بالأمر