للمذنب حينئذٍ من لسان ينطق به ؟ لو كان ممن حكم عليه أن يكون في جهنم ولذلك يناجي ربه بانه : « لو تركه ناطقاً » لضج اليه ، ولصرخ وبكى ، وأعول .
الأمر الثاني : ان نقول : أن عدم النطق في النار إنما هو لاجل ما يصاب به الداعي من الحيرة ، والذهول مما يرى حوله ، وبه . فهو معقود اللسان قد أخذت الآلام الجسدية ، والنفسية عليه مسالك التفكير والتكلم ، لهذا يقول لربه « لئن تركتني ناطقاً » ، ومننت علي بهذه النعمة لتكون الوسيلة لبيان شكواي ، وتضرعي ، وألمي . أما « بكاء الفاقدين » فإنه بمقتضى الطبع يكون آلم لأن أمّاً فقدت وحيدها يكون نوحها أشجى ، وهي الثكول . وللشعراء على ذلك مقاطع شعرية حزينة تعبر عن مدى تأثر الفاقد عندما يبكي على فقيده .
« ولأنادينك أين كنت يا ولي المؤمنين ؟ » .
الولي : يطلق على عدة معاني منها :
المحب ، والصديق ، والنصير ، والمعتق ، والإِمام باعتباره ولي من لا ولي له (١) .
والمراد من الولي في هذه الفقرة هو الناصر كما يتضح ذلك من الشرح .
أما المؤمن : فهو من اتصف بالإِيمان . وللعلماء أقوال في حقيقة
__________________
(١) أقرب الموارد وغيره من كتب اللغة : مادة ( ولي ) .