والآيات في هذا الباب كثيرة وقد صورت لنا جهنم بما يشيب لسماعه الطفل ، ويخاطب الداعي ربه متعجباً بانه كيف يسمع ويرى عبده المسلم ، يتحمل هذه الآلام ويتجرع هذا التعذيب .
« وهو يضج اليك ضجيج مؤملٍ لرحمتك ويناديك بلسان أهل توحيدك ويتوسل اليك بربوبيتك » .
ويضج الداعي ، وهو مؤمل لرحمة ربه ، ولو كان في جهنم « فلا تقنطوا من رحمة الله » مطلق ، ولم يقيد بدار الدنيا ، أو الآخرة ، بل النداء عام لجميع العباد ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ) (١) .
شامل للدارين ، فعلى العبد أن لا يقطع رجاءه من الله عز وجل .
إلۤهي ، وكيف يقطع رجاءه ، وهو يناديه بلسان أهل توحيده من التسبيح بحمده ، والتهليل له ، وتكبيره ، وتعظيمه ، وكلها صفات لا ينطق بها لسان مشرك ، ولا يعترف بها من لا يقول : « لا إلۤه إلا الله » .
ويتوسل ، ويجعل الوسيلة له : تصديقه بربوبيته ، واعترافه بانه « إلۤه العالمين » ، ورب الأرباب ، وهو خالق كل شيء ، وهو القدير ، وهو الفعال لما يشاء .
« يا مولاي فكيف يبقى في العذاب وهو يرجو ما سلف
__________________
(١) سورة الزمر : آية (٥٣) .