واذاً فأين حلمك يا رب ، ولماذا أعرضت بوجهك الكريم عني ؟ .
وهل لمن كان فضلك ، ورحمتك أمله الوحيد ، ومورده الذي يرتوي منه أن تؤلمه النار ، أو يحترق بلهيبها ، وهو بمسمع ، ومرأىً منك تراه يتألم ، ويتضور ، ويجزع ، وأنت ربه ، وهو عبدك ، وأنت مقصده ، وهو ضيفك .
« أم كيف يشتمل عليه زفيرها ، وأنت تعلم ضعفه » .
زفر الرجل زفيراً : أخرج نفسه بعد مدٍ إياه ، والنار سمع صوت لتوقدها (١) .
ويأتي لزفير جهنم ذكر في القرآن الكريم في قوله تعالى : ( إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ) (٢) .
ونقف أمام هذا التصوير : منظر النار ، وهي تستقبل ضيوفها بتغيظ ، وزفير فعن عبيد بن عمير قال : « إن جهنم لتزفر زفرة لا يبقى ملك مقرب ، ولا نبي مرسل إلا ترعد فرائصه » (٣) .
وأخرج أبو نعيم في
الحلية عن كعب قال : « إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين ، والآخرين في صعيدٍ واحد ، ونزلت الملائكة صفوفاً فيقول الله لجبرئيل : إئت بجهنم ، فيأتي بها تقاد __________________ (١)
أقرب الموارد : مادة ( فرض ) . (٢)
سورة الفرقان : آية (١٢) . (٣)
الدر المنثور للسيوطي : ٥ / ٦٤ .