بسبعين الف زمام . حتى إذا كانت من الخلائق على قدر مائة عام زفرت زفرة طارت لها أفئدة الخلائق ، ثم تزفر زفرة ثانية ، فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل الا جثى لركبتيه . ثم تزفر الزفرة الثالثة فتبلغ القلوب الحناجر ، وتذهل العقول ، فيفزع كل امرىءٍ الى عمله حتى أن إبراهيم الخليل « عليه السلام » يقول : بخلتي لا أسألك إلا نفسي » .
ويقول موسى « عليه السلام » : بمناجاتي لا أسألك إلا نفسي ، ويقول عيسى « عليه السلام » بما اكرمتني لا أسألك إلا نفسي . لا أسألك مريم التي ولدتني ، ومحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : أمتي أمتي . لا أسألك اليوم نفسي . فيجيبه الجليل جلاله : ألا أن أوليائي من أمتك لا خوف عليهم ، ولا هم يحزنون . فوعزتي ، وجلالي لأقرن عينك في أمتك ثم تقف الملائكة بين يدي الله ينتظرون ما يؤمرون » (١) .
إلۤهي فكيف بهذا البدن الضعيف أن يقف أمام هذه الأهوال اذا كان مثل ابراهيم خليل الله ينادي لا أسألك الا نفسي ؟
« أم كيف يتقلقل بين أطباقها وأنت تعلم ضعفه » .
قرئت : ( يتقلقل ) بالقاف ، كما وقد قرئت ( يتغلغل ) بالغين وقلقل بالقاف : الشيء حركه ، فكان له صوت .
وغلغل بالغين : الرجل أسرع في مشيه (٢) .
__________________
(١) الدر المنثور للسيوطي : ٥ / ٦٤ .
(٢) اقرب الموارد : مادة ( قلقل ، وغلغل ) .