والمعنى على القراءة
الأولى : هو أنه كيف يتنقل العبد بين أطباق جهنم بأهوالها ، وحرها ، وزفيرها ، وسعيرها ، وانت تعلم صدقه في دعائه والتجائه اليك . ؟ وأما على القراءة
الثانية : فالمراد أنه كيف يُسرَ به الى نار جهنم بين أطباقها . وربما كان المراد من
التغلغل هو كيف يتقلب بين أطباقها ، وهو مغلغل بالسلاسل كما تصوره الآية الكريمة في قوله تعالى : ( إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ
فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ) (١) . أما الأغلال فهي : أطواق
الحديد تجعل في الأعناق ، وهكذا السلاسل تشد بها أيديهم الى أعناقهم ، وهم يسحبون في جهنم . وعن ابن عباس قوله : «
يسحبون في الحميم ، فيسلخ كل شيء عليهم من جلد ، ولحم ، وعرق حتى يصير في عقبه » (٢)
. « أم كيف تزجره
زبانيتها وهو يناديك يا ربه » . الزجر : هو المنع ، والنهي
، والانتهار . أما الزبانية : فهم
الذين يزبنون الناس أي يدفعونهم . وقال قتادة : الزبانية
، عند العرب الشرطة ، وكله من الدفع وسمي بذلك بعض الملائكة لدفعهم أهل النار اليها . __________________ (١)
سورة المؤمن : آية (٧١ ـ ٧٢) . (٢)
الدر المنثور للسيوطي : ٥ (٣٥٧) الناشر محمد أمين .