مرحلته الجديدة من اداء الواجبات ، وترك المحرمات ، والتوفيق الى الجد في القيام بذلك من دون عودةٍ الى ذنب ، أو رجوع الى مخالفة .
وحيث يستدعي القيام بهذا الدور أن يكون محفوظاً من أبناء السوء ، ومن يتربصون بالبشر السوء لينزلوا بهم الى الحضيض ، لذلك فالدعاء يوجه الداعي أن يضرع الى الله ان يحفظه من هؤلاء الأعداء سواءً من الإِنس ، أو الجن .
وفي ذلك لمحة إلى أن البشر لا يسلم من عداوة الجن إضافة إلى ما يكن له أبناء نوعه من الإِنس من الخبث ، والعداء .
وفي ضمن هذا الفصل نرى الدعاء يذكر الداعي الى أن يحيط التفاتاً بنفسه لأنه محاط برقابة من الله عز وجل تحصي عليه أنفاسه وكل ما يصدر منه من خير ، أو شر . فكل ذلك مكتوب له في كتاب يقدم اليه يوم القيامة ليريه أعماله ، ونواياه في الدنيا . وعلى ضوء ذلك يحاسب حساباً عسيراً .
وفي الختام نرى الدعاء يوجهنا الى كيفية ختام الأعمال ، وإنهاء المحاورة ، والمناجاة مع الرب ـ كي يكون ختام الأعمال مسكاً ـ كما يقولون . فيعلمه الأدب الرفيع من طلب الرحمة لنبينا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي ما انفك عن تحمل المشاق في سبيل إعلاء كلمة الدين ، وإسعاد البشرية جمعاء ورداً للجميل . ومن ثم ، وبعد ذلك يوجهه أيضاً لطلب الرحمة لمن كانوا خلفاءه ، وامناءه على وحيه ، ومكملي شوط الرسالة آل بيته الميامين الأئمة الاثني عشر ( عليهم السلام ) .