« إلۤهي : وسيدي فأسألك بالقدرة التي قدرتها ، وبالقضية التي حتمتها ، وحكمتها ، وغلبت من عليه أجريتها ، أن تهب لي في هذه الليلة ، وفي هذه الساعة كل جرمٍ أجرمته » .
ويقسم الداعي على الله بقدرته العظيمة ، والتي لا يقف في قبالها أي شيء بل كل ما في الوجود خاضع لها .
تلك القدرة التي طالما عبر عنها القرآن الكريم : من أن الله اذا اراد شيئاً ، فلن يتخلف عنه مراده فهو مالك كل شيء في هذا الكون بسماواته ، وأراضيه ، فبقدرته أوجد كل شيء وبها يدبر الموجودات ، وبها أيضاً يُهلِك ، ويفني كل شيء .
ومعنى ( قدرتها ) أي أوجدتها . أي تلك القدرة التي أظهرتها وأنبتها للعيان ، فالله عز وجل قادر على الخلق ، وقد خلق ، وقادر على الموت ، والفناء ، وقد أمات ، وأفنى فكما كان قادراً فقد أظهر للكل قدرته .
أما القضية التي حتمها ، وحكمها حيث يقسم الداعي بها على ربه فقد قالوا : إنها قضية الموت ، والذي به قهر العباد حيث جعله نهاية لعمر الإِنسان ، والانتقال به الى الدار الآخرة ، فسبحان من قهر عباده بالموت ، وجعل منه حداً لغرور الإِنسان ، واستعلائه وجبروته .
ومن هنا يبدأ الداعي
بفتح صفحة جديدة لحياته ، فهو يقسم على ربه بعد أن تضرع اليه ، وبعد أن شرح بلسان ملؤه التوسل