بعدم قدرته على بلاء الآخرة ، ويريد أن يتجاوز عن كل ما مضى ، ويغفر له كل شيء ليعود من جديد إنساناً في هذه الحياة يبدأ من نقطة الصفر بعيداً عن كل مخالفة ، وذنب . ذلك الإِنسان الذي يريده الله مثالاً للفرد المسلم يأمن منه كل أحد ، ويألف إليه كل من يعيش في هذه الدنيا .
والمراد بهذه الدنيا قيل : أنها ليلة الجمعة حيث ورد في أوقات قراءة دعائنا ـ المبحوث عنه ـ ( دعاء كميل ) أنه يقرأ في كل ليلة جمعة ، وفي ليلة النصف من شعبان .
إن الداعي يعاهد ربه بالصفقة الجديدة من ليلته تلك ، بل يترقى ليقول : وفي هذه الساعة ، فهي توبة خالصة تبدأ من حين قراءته الدعاء ، وتوطين نفسه على تهذيب النفس وعدم ارتكاب ما لا يرضي الرب ، وخير ما يقدم عليه من هذه الساعة ولقد بين الداعي ، وأظهر لربه ما تنطوي عليه سريرته ، وأراد منه ما ينتظره منه من لطفه ، وعطفه في أن يهب له كل جرم أجرمه ، وجاء به .
« وكل ذنب أذنبته ، وكل قبيح أسررته ، وكل جهلٍ عملته كتمته ، أو أعلنته أخفيته ، أو أظهرته » .
الجرم ، والذنب ، والقبيح المستعمل في هذه الفقرة كلها تعطي معنىً واحداً ، وهو المعصية ، والمخالفة . ويريد الدعاء أن يجمع كل هذه الالفاظ التي ترمز الى المخالفة ، فيجريها على لسان الداعي طلباً لعفوه تعالى ، ومغفرته .
ولكن الذي نلمحه في
هذه الفقرات الثلاث هو أن الدعاء فرق