بينها فألحق ( بكل قبيح ) صدر منه قوله : ( اسررته ) بينما لم يلحق هذه الكلمة بالجرم ، والذنب .
والظاهر أن القبيح المقصود في هذه الفقرة هو الذنب نفسه ، ولكن المذنب قد لا يبالي بصدور بعض الذنوب منه لعدم كونها بشعة في نظره فنراه يكذب ، وأمام أعين الناس من غير مبالاة ولكنه ـ في الوقت نفسه ـ يلتفت الى قبح شرب الخمر فلا يشربه أمام الغير علناً ، بل يتكتم بذلك ، ويتخفى عن الغير لأنه مع اقدامه عليه يشعر بقبحه لذلك يريد الداعي من ربه العفو عن كل ما ظهر منه أمام الناس ، وما جاء به متخفياً ومتكتماً .
إلا أن الذي يظهر لي من سياق الدعاء أن المقصود بالقبيح المذكور هو ما يصدر من الإِنسان من قبيل الحسد ، والبغض ، والحرص على إيذاء المؤمنين ، والعجب ، وفساد العقيدة ، وما شاكل من الأمور القبيحة ، والتي يضمرها الإِنسان في نفسه متخفياً بها عن أعين الناس .
فالداعي في مقام طلب العفو من ربه عن الأعمال الجوارحية والجوانحية ، لأنه في صدد تصفيته الحساب مع ربه والخروج معافىً من كل سوء .
وأما قوله : « وكل جهلٍ عملتُه . كتمته ، أو أعلنته ، أخفيته ، أو أظهرته » فالمقصود بالجهل لغة هو : ( نقيض العلم ) .
ويريد الداعي ان يغفر
له تلك الذنوب التي صدرت منه ، وهو غير عالمٍ بكونها من الذنوب التي يستحق عليها العقاب الشديد . أو كان يعلم أنها من الذنوب ، ولكن كان له فيها رأي خاص ـ فمثلاً ـ