كنسبة أولئك المدبرين الى نفوسنا الناطقة . فهذان القسمان قد اتفق الفلاسفة على إثباتهما .
ومنهم من اثبت نوعاً آخر من الملائكة وهي الملائكة الأرضية المدبرة لأحوال هذا العالم السفلي . ثم ان مدبرات هذا العالم إن كانت خيرة فهم الملائكة ، وان كانت شريرة فهم الشياطين .
فهذا تفصيل المذاهب في الملائكة . انتهى » (١) .
وهناك تعاريف أخرى ذكر منها ما جاء عن صدر المتألهين السبزواري وغيره . ولكنا نكتفي بهذا المقدار من النقل لأنا أردنا اعطاء صورة عن اختلاف وجهة نظر العلماء في حقيقة الملائكة .
على أنا لا نجد بداً من الرجوع الى القرآن الكريم ، والسنة لنصل من خلالهما الى ما يوضح لنا حقيقة هذه المخلوقات العلوية ، ومعرفة ما وكل اليهم من اعمال في هذا العالم ، وهل أنهم كالجن أمم ، ويكلفون بالأحكام ، ويجازون على تصرفاتهم أم لا ؟
والذي يظهر لنا من مجموع الآيات ، والأخبار الشريفة هو القول :
بأن الملائكة : موجودات لا تظهر لنا بذواتها فلا تراها الأعين بل هي مخلوقاته تعالى ، ولها قابلية التشكل بأشكال بعض الآدميين لانزال العذاب ، أو لغير ذلك من الأمور .
ولم يذكر من أسمائهم في القرآن إلا جبرائيل ، وميكائيل .
__________________
(١) نقلاً عن القاضي السبزواري في شرحه لدعاء كميل : ١٨٣ ـ ١٨٤ .