والفراسخ » كل ذلك موكول إلى علمه تعالى وليس لأَحدٍ أن يعترض ، أو يشكك في شيء من ذلك ما دام هذا ، وأمثاله من خلق الله ، وخاضع لقدرته اليس هو القائل جلت عظمته :
( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ ) (١) .
ولا ندري لماذا الفرق بين السموات ، والأرض . فالسماء نصبها الله بغير عمدٍ كما نشاهدها ، وتشاهدها آلات التقريب الدقيقة ولا نحتمل فيها السقوط على الأرض ، ولا أي اختلال في حركة الإِجرام الموجودة فيها ، والتي يكبر الكثير منها حجم أرضنا هذه ، ولكنه بالنسبة الى الأرض ، وهي كوكب صغير بالنسبة لبعض ما في السماوات فضلاً عن السماء نفسها نراه عز وجل يخبر : بأنه قد ثبتها برواسي ؟
والمقصود بالرواسي كما يقول المفسرون : الجبال الموجودة في الأرض جعلها الله حافظة للأرض لئلا تتحرك ، وتضطرب باستمرار كالمثبتات التي تحفظ السفن من الاضطراب في البحار .
وقد أيد العلم الحديث ذلك . والآن فللتساؤل مجال ، فالسماء تقف تضرب بجناحيها من غير عمد ، ولا تتحرك قيد شعرة . والأرض بحجمها الصغير تحتاج الى الجبال ، والتي قد يصل طول بعضها آلاف الأميال ، أو أكثر لئلا تضطرب ، وتميد بمن عليها . وان من خلق السماء ، وجعلها بغير عمدٍ لقادر أن يخلق الأرض
__________________
(١) سورة لقمان : آية (١٠) .