اتصال بالله ، وتوجهاً اليها .
ومن آداب الداعي : ان يتيقن بالإِجابة ، وقد صرحت بذلك أخبار كثيرة ، وفيها « ثم استيقن الإِجابة » (١) .
( وإذا دعوت ، فأقبل بقلبك ، وظن حاجتك بالباب ) (٢) .
ويتوخى من وراء هذا الشرط أن لا يدب اليأس الى قلب الداعي وهو يرى التأخير في الإِستجابة ذلك لأن اليأس من رحمة الله ، والقنوط منه كبيرة من الكبائر ، وقد نهي العبد عن ذلك بنص القرآن المجيد حيث يقول تعالى :
( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (٣) .
ويقول تعالى : ( قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ) (٤) .
( وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) (٥) .
__________________
(١ ـ ٢ ) نفس المصدر السابق : باب الاقبال على الدعاء حديث / ١ ـ ٣ .
(٣) سورة الزمر : (٥٣) .
(٤) سورة الحجر : آية (٥٦) .
(٥) سورة يوسف : آية (٨٧) .