النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا أيها الناس ان الذين تدعون ليس بأصم ، ولا غائب إن الذي تدعون بينكم وبين اعناق ركابكم .
وإذا كان الدعاء هو التضرع ، والمناجاة مع من هو أقرب الى الداعي من ظله فلماذا اذاً رفع الصوت ، والتهريج ؟
أما المكان فله أهميته ، فالاماكن المشرفة تتشرف بمن نسبت اليه كما أن الأوقات لها أهميتها أيضاً ، ولربما تكون من وسائل توجه الإِنسان الى خالقه ، والانشداد اليه ـ وعلى سبيل المثال ـ فإن الدعاء في آناء الليل ، وفي وقت السحر ليبعث في النفس نشاطاً لاقبالها على الله ، وخشوعها بين يديه بعد أن أخذ البدن قسطاً من الراحة من النوم فيكون الإِنسان نشطاً لعبادة ربه .
يضاف الى ذلك ما يضفيه الوقت الهاديء المظلم من الرهبة في نفس الداعي حيث يجد المكان هادئاً ، والليل قد ضرب بردائه فغطى الكون بظلامه الدامس ، وفي هذا الجو يقف الداعي بين يدي ربه الذي لا تأخذه سنة ، ولا نوم . بينما داعب الكرى جفون المخلوقين وقد غلقوا أبوابهم ، وانحجب بعضهم عن البعض الآخر .
ولكن باب الله مفتوح في وجه من قصدوه .